الأسـرة || " هِي ليستْ مُجرد كَلمآت .. هيَ أبعدُ مِن ذلِك "

بسم الله الرحمن الرحيم

في أحيآن كثيرة لا نعي بأهميتنآ في هذه الحيآة نعتقد بأننا أصغر من أن نؤثر ،
أصغر من أن نضع شرخاً كبيراً في حيآة أحدهم ، أصغر من أن نضيف لأحدهم
حياة .. حياةً جديدة ...
حين نقوم بذلك نستهين بمآ نفعل لست مؤثراً ، لست أضيف في هذه الحيآة
هي مجرد نكآت ، أفعآل ، كلمآت .. مجرد ذلك أو أقل ..
لا نلقي لحديثنآ بالاً ، و نكتب ونتحدث كمآ نشآء ... قلت لكم حينهآ ...
نخسر كل شيء ..
أو دعوني أقل الكثير من الأشيآء وليس كلهآ ..

قد لا نخسر شيئاً على مستوآنا الشخصي على الأقل في هذآ المدى القريب ..
ولكننآ قد نخسر .. إنجآزآت ونجآحآت عظيمة على مستوآنا البعيد ، والقريب
في حيآة أحدهم ..

أوشك أن أكتب لُغزاً .. سأوضح ..
يوجد الكثير من الأشخآص في مجتمعنآ لا يثقون بأهميتهم في هذه الحيآة ،
لا يثقون بأهمية ما يفعلون ، ما يقولون .. وما يكتبون ..
يرون أن كتآبآتهم مثلاً نكآت تجلب لهم المتآبعين ، وأن بعض أفعآلهم قد
تضيف "لا يكات " لحسآب " اليوتيوب " ... يعتقدون بأن مآلم يفعلوه لن يؤثر،
وأن توآفه الأمور هي مجرد قطرةٍ سقطت على الأرض ستجف دون أي
أثر –ويتناسون أن القطرة تلو القطرة قد تنبت شجراً بإذن ربهآ-
... لست هنآ لأنقد فقط ، بل لِأُؤكد قول شآعرٍ عربي ..

نعم نحن مؤثرين ، نعم قطرةٌ تِلو قطرة شكلت نهراً أعطى الحيآة لملايين النآس على
مر السنين ، نعم نحن كحبة رملٍ صغيرة تكآد لا تُرى وبدونهآ لم تكن هنآك صحرآء ،
وبهآ –قد- تؤذى عينَي ...

تذكرتُ تِلك القصة القديمة والتي ملِلْنا من سماعها حين كُنآ صغاراً .. حجر صغير لم
يشعر بأهميته بين تلك الصخور الكبيرة فقرر الخروج وهآهو يخرج إذ أوشك السد
أن يتهدم ودخلت الميآه فرجع لمكآنه وكُله عزةً وفخر ...

أتعلمون .. نحتآج كثيراً لمن يقول لنآ ذلك .. نحتآج لمن يذكِرُنآ بأهميتنآ ، نحتآج
لمن يقول لنا .. أنت كنقطة في بحر بدونك لم يصبح "البحرُ " بحراً ..
كم من قصة سمعنآ بهآ أثرت بهآ أشيآء بسيطة ، نعم نحن لا تؤثر فينآ المحآضرآت
الطويلة .. هي كلمة ، صورة ، ابتسآمة ، فعلٌ مر أمامنآ .. أو حتى حدثٌ صغير..
هل تعتقدون مثلي .. بأننى حتى حين نتوقف نؤثر .. عجلة الحيآة دآئرة كمآ نعلم .. !

،

d]من يقول لك بأنه لا يخطئ هو يقول لك بأنه ليس بشراً ]

لسنآ مجتمع كآمل خآلصٌ من كل النقآئص والعيوب ، وليس معنى هذآ أننا ليس
لدينآ إلا العيوب لنتحدث عنهآ .. الأشيآء الجميلة فينآ تُبهج أيضاً ..
كوننآ نخطئ فهذآ من طبيعتنآ كبشر ، كوننا نخطئ فنحن نعطي أنفسنآ فرصةً
للنجآح ، فرصةً لنغير من أنفسنآ .. وليس فرصة لنقد أنفسنآ ..

] إن أعظم الحقوق هو الحق في أن تخطئ ]

.. في شبكآت التواصل وغيرهآ .. أرى كثيرا ممن ينتقد مجتمعنآ ، لا أقصد ذآك الذي
يقول بأن هذآ خطأ بكل أدب لمن هو منهم ، وهدفه الوحيد هو أن نكون أفضل ..
بل ذآك الذي ينتقد وترآه يفعل الفعل نفسه ويتفآخر فيه ..!
وقد لا يفعله نفسه ولكنه يخطأُ في آخر .. فهو بشر في كلآ الأحوال ..
أصبحنآ ننتقد كل شيءٍ فينآ .. الأطفآل والشبآبُ ، الرجآلُ والنسآء حتى العوآجيز ..
هل بقي أحد .. !

_________________

لا نُفَكِر كثيراً كم شخْصاً يقرأُ كلِماتنآ ، تِلكَ الكلمة البسيطة قد تجْعلُنآ نفخَر بأنفُسِنآ ..
بعدهآ نفكِرُ في أن نفعل أكْثر لأننآ حينهآ أحببنا أنفُسنآ أكثر .. ومن لا يُحِبُ نفسه
فأي شيءٍ يُعطيه ؟ ... سوى لا شيء أو الكُرْهـ ..
لا يتغيَّر من يكرهُـ نفسه .. لا يتغيَّر من يكرَهُ أهله .. صّدِقُوني لا يتغيـــــــــــــر إلا
للأسوأ ...

في أوَّل الكَلِمآت التي نقراُها في كُتُبِ تطوير الذآت " أحِبَّ نفسك أوَّلاً " .. لقد عرِفوا
ذلك .. أحبَ نفسك وتصالح مع عُيُوبك .. لديك ما يميزك .. تقبلهآ .. حتى تصِلَ
في النهاية لتغييرِهآ للأفْضل ...

قَرأتُ مرةً أن أكْثر الكُتُب قراءةً في السعودية هي كتب تطْوير الذات .. ألا نعلم شيئاً
كهذا .. أليس من الأفضل أن نُطبِقُه على أنفُسِنآ " كشخص مفرد " ثم على الأقرب
فالأقرب .. سنَكُونُ بخيرٍ حِينهآ ..

تخيلوا كم أننا وبكلمآتنا قد حطَّمنا أحْلآم الجاحِظ ، أو آمال ابن سينا ، قتلنآ فينآ
الخوارزمي ، وأسأنآ لابن خلدُونٍ قآدم .. !
بالمقآبل كُنآ لنعطيهِم أكثر ، ثقةً أكبر كي يخرجوا لنآ .. ويزيدونآ علماً ورفعة ..

،

[ ليسَ الملل في العآلم .. بل في الطريقة التي تَرى بهآ العآلم ]

وكذلِكَ كُل شيء ..
من أكثر الأَشيآء الجميلة فينآ كمجتمَع أننا الآن أصبحنآ نحوّل عيوبنآ وبعض من
تَصرفاتِنا إلى نُكآت .. نضحك عليهآ ونُسَلي بها أصدقاءنآ ... أصبحنا نرآها بشكلٍ
مُختلِفْ ..
تنآقض ..! لآ ليس هذآ ما قصدتُه .. جميل حين نضحَكُ على عآدة ، على تصرفآتٍ
لم نجدهآ في غيرنآ ... هذآ لا يعني إحتقآرَنآ لأنفُسَنآ بل يعني ثقتنآ بهآ
حد أننا لا نخجل من قوْلِ عيُوبِنآ .. لأننا نكُون قد تقبلنآ أنفسنآ ...
وأحياناً يكُون ذلك أفضل طريقة لتوصيلهآ فمعالجتهآ ..

إذاً أيْنَ الخطَأ .. ؟
الخطأ هُو أن نُعممِ السلبي وكأنَّه لا يُوجدُ غيره ..
الخطأ أن نذكُر أشيآء " لا توجد في كُل المجتمع " فنقول مجتمعنآ كذآ وكذآ ...
الخطأ في أننا لانُرآعي في نُكآتِنآ ما قد يؤثِر على أخلاق مجتمعنآ وقيمه ..
الخَطأ حين نتحدث عن السلبيات في كُلِ مكآن حتى حينما نُسْأَل عن الإيجابيآت
" في الهاشتاقات مثلاً " لا نذكرهآ ..

" موآقِع التوآصُل " وغيرهآ توثيق .. فاكتبُوا ما شئتُم خيراً أو شراً .. لكن لا تلُومُوا
أحداً إن حَكَم علينآ من كلِمآت .. سنقُول لهُ حينها " إنتَ ما تعرفنآ " .. هُو لم يعرفنآ
ولن يعرفنآ .. هُو قرأَ عنّا مِنّا فماذا تتوقعُون ...